Friday, February 19, 2010

أزمة مقتبل العمر

لا أعلم ماهى العاهة التى سببتها لنفسى حتى لا أعرف أن أنقل ما داخل رأسى إلى أذن من أمامى إلا بعد فوران خمس براكين وسقوط الضحايا وهدم إحدى المدن المليونية. وحتى هذه النتيجة لا أعرف الوصول إليها فى كل الأحيان.

الموضوع بسيط. أنا لا أريد أن أجد نفسى فى يوم من الأيام وقد فقدت أحد شرايينى التاجية وأمرأتى البائسة تشكى لى أداء أبنى المتخلف دراسيا فى مادة الحساب وأبنتى شارفت سن الزواج ونحتاج إلى شراء جهازها. وعندما أرى كل هذه الفوضى من بعيد أجد نفسى فى واد وأهدافى وتحقيق ذاتى فى واد آخر فى قارة مجاورة.

وحتى لا ينقض أحدكم على أقرب إستنتاج سفيه جانبه، لست نادما على دخولى كلية الطب. إلى جانب الفرص المتاحة بتخرجى من هذه الكلية فالناس التى قابلتها والأمور التى عرفتها والخبرات التى مررت بها والتى غيرت منى تغييرا شاملا كافية لأمر بالتجربة من أول وجديد.

ولكن طوال الفترة الأخيرة التى قضيتها بالكلية ظل هناك إحساس سافل بداخلى. وهو أنى مثل السجين الذى ينتظر إنتهاء المدة حتى يستطيع أن يقرر مصيره. لا أود أن أحس هذا الإحساس مرة أخرى. أن يكون أكبر دليل على خروجى من مرحلة هو أهليتى للدخول فى مرحلة أخرى.

لا أرى نفسى - الآن على الأقل - أتمرن لمدة خمسة عشر عاما حتى أتقن عملية أفيد بها ثمانية أفراد كل عام. وليس هدفى جمع المال. هذا رزق من الله سبحانه وتعالى وأكثر من نصف الشعب المصرى حى يرزق ويجنى أقل من نصف مصروفى اليومى فى اليوم. أعلم أن هناك مسؤليات تنتظرنى مثل الزواج والأبناء ولكن هذه المسئوليات - من وجهة نظرى - قابلة للتكيف لظروفى وليس العكس.

هناك خطة، و قد شاركت فى وضعها، لأن أتمرن على مسوى عال وكل شئ موضوع بشكل يتيح لى أن أنتهى المشوار وأنا فى الخامسة والثلاثين بمشيئة الله. وخوفى من أن تتحول حياتى إلى خط معلق ينتظر الحرارة بعد إنتهاء التدريب!

لا أريد أن أقف أمام ربى يوم القيامة وجل ما قمت به هو المذاكرة والمزيد من المذاكرة وبعض العمل والكثير من التبذير وإنجاب و تنشئة طفلين مدللين لا خير فيهما بعد كل هذا الكلام عن إيقاد الشموع والأساطير الذاتية وخاصة أنى أرغب فى أكثر من هذا.

لا أهتم إذا كنت تشعر أن هذا الكلام صادر من طفل مدلل وفر له آباؤه الصغيرة والكبيرة وها هو الآن يتمرد على نعمة ربه. من موقعى هذا هناك إختيارات كثيرة وطرق أكثر وقليل منها الذى لا ينتهى بحفرة عميقة.

غاية ما فى الأمر هو أنى دخلت الكلية مستندا إلى قيم مبادئ ووجهة نظر محدودة بشدة بالمقارنة لتلك التى خرجت بها من الكلية. ومنايا هو الحصول على فرصة لأتأكد لأين أود أن أوجه المركب الورق التى أركبها الآن.

وبعد أن كشفت ما بداخل رأسى من كلاب سعرانة، فأفتونى أيها الملأ.

2 comments:

  1. "منايا هو الحصول على فرصة لأتأكد لأين أود أن أوجه المركب الورق التى أركبها الآن."

    الجميع يتمنى نفس الفرصة و لكن دعنا نأتى بالفرصة و نجرب فى اتجاهات عده و لا نخشى التجربة و اتخاذ القرار
    و الحمد لله فلدينا فرصة للتجربة و لسنا مجبرين على شىء سواء ماديا ، اجنماعيا او اسريا
    قد يأتيك ما تريده متأخرا قليلا و لكن ابدأ الدعاء لان يوجهك الله للصواب و يرزقك بمن يعينوك على ما تريد و ثق انك ستجده فى النهايه h, ugn او على الاقل ستشعر بالرضا انك حاولت

    ReplyDelete
  2. Welcome to the blog!

    I hope so.

    Please enjoy your stay and follow us!

    ReplyDelete

Don't swear, your kids may get the wrong idea...