Tuesday, February 16, 2010

أوقدوا الشموع

بينما الأوغاد يقضون وقتهم بوادى دجلة يلعبون ويشوون ويأكلون غير عابئين بالمرة بمشاعرى، أود أن أتكلم معكم عن الدوافع والدروس المستفادة من تنظيمنا للمؤتمر الذى حضرتموه أو سمعتم عنه أو تجهلوا عنه كل شئ.

فى الحياة عموما، نسير فى الطرق الأقل مقاومة لحركتنا. نحن والكهرباء وحتى الطيور. فليس غريبا أن ترى الممثل وقد سار ولده ممثلا مثله، مستندا إلى خبرات وعلاقات والده التى حتما ستسهل أمامه الكثير من الصعاب. ومن لا ينتسب إلى أحد فى مجال معين يستند على أصدقاء العائلة.

ومن لا يملك هذا أو ذاك يبذل قصارى جهده فى الدراسة وجمع المعلومات الضرورية لتخطيط حياته. ليس معنى هذا أن الذى ولد فى هذه التربة الخصبة لن يتعب أو يكبر ليصبح شاب مدلل يلجأ إلى أهله فى الصغيرة قبل الكبيرة، وبالتوازى هذا لا يعنى أن العصامى سيصير حاقد وناقم يرى كل من أمامه على أنهم أقل منه.

إنها أرزاق يودعها الله كيفما يشاء ليرى من سيستخدمها لتحقيق أهداف سامية ومن سيدعها تذهب أدراج الرياح.

وما أردنا تحقيقه من خلال هذا المؤتمر - والذى أحمد الله أنه وفقنا لجزء ضخم منه - هو نصب زملائنا على منصة إطلاق واحدة مستوية ونقطة بداية موحدة لينظر كل منهم إلى أين يود أن ينطلق صاروخه. يرى أين أسطورته الذاتية ويذهب إليها - كما تفتق ذهن باولو كويلهو.

إليكم هذا الإكتشاف: لقد أضاءنا ما يوازى شمعة أو إثنان فى شارع منقطعة عنه الكهرباء لما يزيد عن القرن. هناك شمعة أو إثنان أو مئة أو مئتان من الشموع يلوحوا على الأفق. هم منتثرون. يكاد ضوئهن أن يختفى إلى الأبد لولا جهود القائمين عليهن. ولولا تلك الشموع لمتنا جميعا من إرتجاج المخ نتيجة لتخبطنا ببعض والغرق فى البواليع المفتوحة فى هذا الشارع. وما نحتاجه هو المزيد من الشموع.

دعنى أشرح...خلال مشاركتى فى تنظيم المؤتمر رأيت أناس لم أتخيل فى يوم أنهم سيكونوا على الدرجة المطلوبة من التنظيم والإلتزام وكانوا دائما أول الموجودين فى الحاجة أو وقت الإجتماع. لقد صار هذاالمؤتمر مثل الجيش. الآلة التى تدخل فيها البقرة من طرف ليخرج لانشون من الطرف الآخر. لقد تعلم الجميع من أول محمد يحيى مقرر المؤتمر وحتى أصغرنا دروسا وخبرات ستنفعهم فى المؤتمرات القادمة والحياة عموما.

لا بد من استغلال هذه المجموعة من الناس وغيرهم ممن عملوا فى أسر أو جمعيات خيرية أو ما شابههم من جهات تستنزف الجهد والوقت بدون عائد مادى من أجل أن تقدم خدمات للعامة فى العمل على نقل خبرتهم وطوحاتهم لأكبر قدر ممكن من الشباب أمثالهم.

هؤلاء هم فعلا أكبر وأقدر فئة معبرة عن قدرات وطموح الشاب المصرى وليس موظف رعاية الشباب الخماسينى المتدلى كرشه أمامه مترين.

وقد تظهر صعوبات أمام تحقيق هذا الحلم، دعنى أذكرك اننا أمام مجموعة من الناس فى مقتبل العمر وأمامها إحتياجات مثل الزواج وفرصة العمل والاستقرار. فلا بد من الحصول على نوع من أنواع الدعم يتيح لهؤلاء تخصيص جزءمن وقتهم وجهدهم لتدريس خبراتهم الحياتية ومساعدة أقرانم على النهوض بالبلد.

حفنة من المليارات التى تضيع هدرا كل عام تكفى.

أرى أن هذا أحسن بمراحل من أن يعيب كل من هب ودب على شباب الأمة وكيف أنهم لم يفلحوا فى أى شئ سوى الجرى وراء تامر حسنى، بينما هؤلاء "القدماء" هم من أوصلونا إلى قطع النور عن الشارع!!

No comments:

Post a Comment

Don't swear, your kids may get the wrong idea...