Tuesday, November 2, 2010

أما هذه فخواطرى أنا


نجحنا اليوم – أصدقائى ونفسى – فى نقل المعلومات الأولية عن بحثنا فى وعى المرأة المصرية عن سرطان الثدى فى شكل عرض شرائح بين يدى مجلس قسم الجراحة العامة. وكان رد فعل أساتذتنا شأنه شأن المخدر. لقد أستمتعوا بعرضنا وبحثنا وإحترافيتنا فى العمل. ونحن سعدنا جدا باستمتاعهم هذا. لقد علق أستاذنا الدكتور أحمد عبد العزيز أننا جددنا أمله فى المستقبل. ربنا يجعلنا عند حسن ظنه.

أصدقاء ... أخوة ... زملاء

أظننا شرفنا أساتذتنا اليوم أمام زملائهم.


 ولكننى للحقيقة أستمتعت أكثر عندما كنت أدخل البيانات على شكل إحصاء. كنت أتأمل الأسطر على شاشة الحاسوب وكان كل سطر يمثل مريضة وعمرها وأجوبتها على أسئلتنا. وكان كل سطر يمثل الدقائق القليلة التى قضيناها معهم فى تصحيح المعلومات الخاطئة وإضافة المعلومات الناقصة لديهن. ربما لم يكن تأثير هذا البحث بالنسبة على واضحا أو فوريا ولكننى أقرها إنه لإحساس ممتع أن تضيف لمعلومات مرضاك وذويهم لتحميهم من المرض.

ولكن هناك خاطرة أخرى تداعبنى مؤخرا. لا أعلم علاقتها بأختها بالأعلى ولكننى أشعر بضرورة البوح بها.
لا أحد سيهتم بتحقيق حلمك أكثر منك. لن يلح عليك أن تلحق بقطارك أكثر من طموحك وعزيمتك. قد أكون قد صرحت بهذا الشعور من قبل فى تدوينات سابقة ولكننى هذه المرة أود أن أضيف لوحة مرئية لهذه الخاطرة.

إنى لأكاد أتزوق طعم جائزتى وأراها أمامى عين اليقين. إنى لأكاد أمد يدى إليها وأقف على أطراف قدماى وأحبس أنفاسى حتى تدمع عيناى وينزف أنفى ويحمر وجهى. طبعا الجائزة ليست مجرد عنقود عنب متدلى بملل من كرمة ناضحة فى عزبة الوالد. لا وألف لا. هذه الجائزة مطمع الألف. هناك آخرون يريدونها بل وقد يحتاجونها أكثر منى. ولكننى أشعر أننى مثل الواقف على الصراط وهو حاد كالسيف فإما أقع فى حفرة عميقة وإما أن أقفز عاليا فى لحظة مناسبة يتيمة كى أتمسك بحافة النجاة. وكل هذا مع تفادى جميع العراقيل والتفوق على كل من يسعى للنيل من تلك الحافة.

بقى أن أقول أنه لن يساعدك أحد على التشبث بالحافة. لن يركبك أحد الصاروخ. ولكن هناك من سيدلك على الخير وهناك من سيشجعك ويلهمك ويدعي لك الله بالنجاة. وكل هؤلاء أدعو لهم بالخير والرضا والستر وأساتذتنا منهم.

بعد إنتهائى من الكتابة، أجد أننى أضيف للموضوع أكبر من همه .... لا أحد ينام بدون عشاء.